-A +A
فهيم الحامد (موفد «عكاظ» إلى لاهور)
أفصحت مصادر باكستانية أن هناك إجماعا في حزب الرابطة الإسلامية بترشيح نواز شريف الذي بدأ في المشاورات بهدف تشكيل الحكومة، كرئيس لوزراء باكستان للمرة الثالثة بعد فوزه في انتخابات تاريخية اتسمت بنسبة مشاركة مرتفعة على الرغم من أعمال عنف متفرقة حقق فيها فوزا ساحقا بحصوله على 125 مقعدا في البرلمان. وأشارت المصادر في تصريحات لـ«عكاظ» أن شريف يضع اللمسات الأخيرة لتشكيل حكومته الجديدة واختيار عناصرها بعناية والتي من المتوقع أن يتولى إسحاق دار القيادي في الحزب منصب وزير الاقتصاد فيها. وعلمت «عكاظ» أن الحزب سيرشح شهباز شريف شقيق شريف كرئيس لوزراء البنجاب.
واستمرت الاحتفالات العارمة بعودة حزب الرابطة في لاهور إلى السلطة.

وسيخلف شريف الخاسر الأكبر في هذه الانتخابات حزب الشعب بزعامة آصف زرداري الذي خرج بمحصلة أمنية واقتصادية مخيبة للآمال بعد حكم استمر خمسة أعوام.
واعتبر المراقبون أن باكستان ستتجه نحو حقبة اقتصادية وسياسية جديدة خاصة أن حزب شريف أصبح يتمتع بقاعدة انتخابية صلبة في جميع أنحاء باكستان وسيستطيع بمفرده تشكيل الحكومة وتنفيذ برنامجه الانتخابي الذي طرحه للناخب الباكستاني.
وحقق شريف بحسب نتائج غير رسمية 125 مقعدا وجاء حزب الشعب الباكستاني في المرتبة الثانية بـ32 مقعدا وحركة الإنصاف بزعامة بطل الكريكت السابق عمران خان بـ31 مقعدا.
وأشار المحللون إلى أن الانتخابات التي جرت في باكستان تعتبر محورية وتاريخية لأنها ستتيح لحكومة مدنية أن تسلم الحكم لحكومة مدنية أخرى بعد ولاية استمرت خمسة أعوام، وهو أمر غير مسبوق في باكستان التي يحفل تاريخها بالانقلابات.
وتميزت هذه الانتخابات بنسبة مشاركة مرتفعة قريبة من 60 بالمئة وهو مستوى لم تشهده باكستان أبدا منذ انتخابات 1977، وهذا على الرغم من التهديدات التي أطلقتها طالبان بشن هجمات والتي نفذت أحيانا.
وشهدت الانتخابات انتكاسة كبيرة لحركة الإنصاف بزعامة عمران خان الذي بث الحماسة في صفوف الشباب والطبقات المتوسطة خلال الحملة داعيا إلى «باكستان جديدة». ورد عمران خان للمرة الأولى بعد العملية الانتخابية متحدثا عبر التلفزيونات المحلية من غرفته في المستشفى حيث يتلقى العلاج منذ أسبوع على إثر كسور في عموده الفقري إثر سقوطه خلال لقاء انتخابي قائلا «أهنئ الأمة بمشاركتها في عملية ديمقراطية كثيفة» ورحب خصوصا بالمشاركة المرتفعة للشباب والنساء.من جهتها وصفت ابرز بعثة لمراقبة الانتخابات الباكستانية، العملية الانتخابية بانها "حرة على الرغم من بعض المخالفات واعمال العنف التي سجلت في مكاتب اقتراع.
من ناحيتها، رحبت الصحافة الباكستانية بانتصار الديمقراطية في مواجهة تهديدات متمردي طالبان.
وسيواجه رئيس الوزراء الجديد مشاكل هائلة تعانيها باكستان، أولها على الصعيد الاقتصادي أزمة الطاقة التي تنعكس في شكل مباشر على حياة السكان والنمو وثانيها مشكلة الموازنة مع دعوة عدد من الخبراء السلطات إلى طلب قرض من صندوق النقد الدولي، وثالثها التحدي الأمني. وكان شريف فتح الباب سابقا على مفاوضات مع متمردي طالبان الباكستانية، لكنه يحتاج إلى التوافق في هذا الإطار مع الجيش وواشنطن، الدولة المانحة الأولى لباكستان والتي تدعو إلى التصدي للمتمردين من دون هوادة.